كيف تبني الهوية التجارية التي تعظّم من قيمة مشروعك؟

الزيارات: 1607

صناعة الهوية التجارية الخاصة بمشروعك جزء مهم وأساسي من العملية التسويقية والأنشطة الترويجية التي تقوم بها. وبدون الهوية التجارية المناسبة التي تعبر عن جوهر علامتك

التجارية، وتظهر أصالتها وتميزها عن المنافسين، لن تكون جهودك التسويقية ذات عوائد قيّمة مثمرة.
تُعد الهوية التجارية الجيدة بمنزلة بطاقة تعريف بمشروعك، وممثل للجودة والكفاءة التي يتميز بها عن المشاريع الأخرى في المجال ذاته. ما يثبت حضور مشروعك في السوق ويعلّي من قيمته ويرفع من شأنه في نظر الجمهور. لكن ما هي الهوية التجارية، وما فائدتها؟ وما الفرق بينها وبين الهوية البصرية؟ وكيف يمكنك بناء هوية تمثل مشروعك وتعلي من قيمته؟

 

ما الفرق بين الهوية التجارية والهوية البصرية؟

 

الهوية البصرية هي الجانب المرئي من الهوية التجارية، التي تحاول العلامة التجارية من خلالها التواصل مع الجمهور بصريًا، وإيصال معنى وشعورًا لا يمكن نقله من خلال الكلمات فقط. يمكن أن تشمل الهوية البصرية كلًا من الشعار أو الصور أو الخطوط أو الألوان والأشكال، أو أي عناصر بصرية أخرى تساعد في إيصال رسالة المشروع إلى الجمهور.

بينما الهوية التجارية كما ذكرنا هي مجموع الممارسات التي يقوم بها المشروع ليبقى متميزًا عن المنافسين والمشاريع الأخرى، والعناصر التي من شأنها منح العملاء تجربة استخدام مختلفة ترفع من قيمة العلامة التجارية في نظرهم وتزيد من قوة حضورها في السوق والوسط الذي تنشط فيه. أي باختصار يمكننا القول أن الهوية البصرية هي جزء من الهوية التجارية.

 

ما هي الهوية التجارية؟ 

 

الهوية التجارية هي مزيج من العناصر التي تميز المشروع أو الشركة عن منافسيها. وتُعد بمنزلة وسيلة يتعرف من خلالها الجمهور على الشركة، وما تقدمه من خدمات أو منتجات. يعرّف خبير التسويق والمستشار في بناء العلامات التجارية مارتي نيومير، الهوية التجارية على أنها النمط الذي تبدو عليه العلامة التجارية ككل. بما في ذلك اسم العلامة التجارية وهويتها البصرية، وأسلوب التواصل مع الجمهور والمستهلكين، حتى صورتها في أذهانهم. 

بكلمات أخرى، فإن الهوية التجارية هي طريقة تواصل المشروع أو الشركة مع العالم الخارجي من حولها، وما يميزها عن المنافسين، والتجربة التي يختبرها العملاء عند التعامل مع العلامة نفسها. لتبسيط الموضوع أكثر، لنفترض أنك تشغل منصب إداري كبير في مؤسسة ما، وبالتأكيد تسعى لتكون المدير المثالي لدى الشركة وفي نظر الموظفين. هذا يعني أنه هناك عدد من الممارسات والقواعد التي يتعين عليك الالتزام بها ضمن الشركة وفي تواصلك وتفاعلك مع الموظفين لتبني هذه الصورة في نظرهم. 

 

ربما تحرص لتعرف أحدث الممارسات الإدارية المتبعة حول العالم، وتقرأ كتب كبار المؤلفين في هذا المجال. أو تسعى لتطوير مهاراتك الشخصية والمهنية في بيئة العمل. أو تلتزم ببعض القواعد المهنية خلال تواصلك مع الموظفين في سبيل أن تكون بالصورة التي تريدها في نظر الجميع من حولك. هذه الممارسات هي التي تبني هويتك وصورتك لدى موظفي الشركة وضمن بيئة العمل ككل وهي التي تميزك عن باقي المدراء. 

الأمر نفسه بالنسبة للمشاريع، فالهوية التجارية الخاصة بها هي مجموع الممارسات التي يقوم بها المشروع في سبيل تميزه واختلافه ورفع قيمته في نظر الآخرين من عملاء ومستهلكين ومنافسين وعموم الجمهور. من الجدير بالذكر هنا أن الهوية التجارية تختلف عن الهوية البصرية للمشروع، على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأنهما نفس الشيء. 

 

ما أهمية الهوية التجارية لمشروعك؟

 

 

الهوية التجارية تُضفي حيوية لصورة علامتك التجارية

 

عند الحديث عن صورة ووجه العلامة التجارية فإن الغالبية يفكرون في الشعار أو ما يعرف بالـ Logo. لكن رغم أهمية الشعار ودوره الكبير في صورة العلامة التجارية، إلا أنه لا يعد كافيًا لوحده لخلق الصورة الجيدة عن مشروعك أو شركتك. بل لا بد من دعم الشعار بممارسات تسويقية مهنية تزيد من حضور علامتك التجارية بين المنافسين، وتجعلها أكثر تميزًا واختلافًا وجذبًا لانتباه الفئات المختلفة من الجمهور. وهذا لا يتم دون خلق هوية تجارية قوية ومتكاملة تساعد في إضفاء حيوية على صورة علامتك.

 

زيادة ثقة ومصداقية العلامة التجارية

 

امتلاك هوية تجارية قوية لا يجعل علامتك التجارية أكثر حضورًا في أذهان الجمهور والعملاء فحسب، بل تزيد من مصداقيتها وموثوقيتها لديهم أيضًا. المشاريع التي تمتلك هوية تجارية متجددة وذات حضورٍ ملفتٍ تكون محط ثقة لدى المستهلكين، وذات مصداقية عالية في السوق وبين المنافسين. لأن أمورًا مثل الالتزام بمعايير الجودة وتقديم خدمات ومنتجات على قدرِ عالِ من الكفاءة والفعالية وخدمة العملاء الجيدة، تعد من العناصر الأساسية للهوية التجارية.

 

تحقق عوائد استثمارية أفضل

 

يمكن أن تكون الهوية التجارية بمثابة قالب يستوعب كل الأنشطة التسويقية الأخرى، التي تعد بشكل أو بآخر من أساسيات بناء الهوية التجارية. وكلما كان هذا القالب أكثر قوة وحضورًا ومصداقية، كانت العوائد أفضل. لذلك، فإن الحملات التسويقية التي تقوم بها شركة لديها حضورٍ قويّ وهوية تجارية جيدة ستحقق نتائج وعوائد أفضل من غيرها. سواء كانت هذه الحملات التسويقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع.

 

الهوية التجارية تعزز رؤية علامتك التجارية

 

من الطبيعي أن تمتلك العلامة التجارية رؤية وأهدافًا تعمل عليها وتسعى نحو تحقيقها. الهوية التجارية من شأنها أن تدعم رؤية وأهداف الشركة أو المشروع الخاص بك، وتمنح القائمين عليها دافعًا للمزيد من الاجتهاد في سبيل المحافظة على هذه الهوية، وتعزيز وجودها وربطها برؤية وأهداف المشروع.

 

الهوية التجارية تجذب المزيد من العملاء

 

يجذب الحضور القوي للهوية التجارية انتباه فئات وشرائح مختلفة وواسعة من الجمهور والمستهلكين وغيرهم من المهتمين بما يقدمه المشروع من خدمات أو منتجات. بمرور الوقت تتحول هذه الفئات لعملاء حقيقين للعلامة التجارية، ومن ثم تمدهم جودة الخدمات التي يحصلون عليها شعورًا بالانتماء والولاء للمشروع. لكن الحصول على هذه المنافع لمشروعك ليس بالأمر السهل، يتعين عليك العمل بجد ومثابرة لخلق حضورٍ مميز لـ علامتك التجارية. ذلك من خلال اتباع مجموعة من الممارسات والأساليب المتقنة التي تساعدك على بناء الهوية التجارية، لإثبات حضور مشروعك.

 

كيف تبني الهوية التجارية الخاصة بمشروعك؟

 

كنا ذكرنا في مقدمة المقال أن الهوية التجارية هي مجموعة من العناصر والممارسات ينفذها المشروع بغرض إثبات حضوره وتميزه عن المشاريع الأخرى، إلى جانب لفت انتباه جمهور المستهلكين إلى ما يقدمه من خدمات أو منتجات. هذه العملية تتم على عدة مراحل يجب العمل عليها تباعًا لبناء هوية تجارية ملائمة تتسق مع سياسات وأهداف المشروع ورؤيته المستقبلية.

 

أولًا: من أنت؟

 

قبل المباشرة في العمل على عناصر الهوية التجارية وقبل الشروع فعليًا في بناء واحدة لمشروعك، لا بد أن يكون لديك رؤية واضحة عن هوية مشروعك، وتصور كامل عن ماهيته. لتبسيط الأمر أكثر، عليك الإجابة على الأسئلة التالية:

 

 

العناصر السابقة هي ما تتألف منها الهوية التجارية في المجمل. لذا قبل البدء ببناء الهوية التي تطمح لها، لا بد من أن يكون لديك تصور واضح عن كل جانب من هذه الجوانب. لكن إن لم يسبق لك العمل على هذه الأمور أو تطبيقها على مشروعك فالأمر ليس بتلك الصعوبة، بقليل من التفكير والعصف الذهني ستتمكن من تحديد هذه النقاط والإجابة على هذه الأسئلة بسهولة. ببساطة لأنها مرتبطة بشكل رئيسي بالبذرة الرئيسية لتأسيس المشروع وأهدافه ورؤية القائمين عليه.

كذلك يمكنك الاستعانة بأداة التحليل الرباعي المعروفة باسم SWOT لتحقيق فهمًا أفضل لمشروعك وأبعاده ومكامن القوة والضعف به والفرص والتحديات التي أمامك، ومن ثم قد يمنحك التحليل رؤية أفضل للهوية التجارية التي بصدد إنشائها ومعرفة ما الذي تريد التركيز عليه وجعله أكثر وضوحًا في هذه الهوية.

اقرأ أيضًا: 5 تحديات تواجه أعمالك وكيف تتخطاها

 

ثانيًا: تصميم الهوية البصرية

 

بمجرد أن تتوصل إلى فهم كامل لمشروعك وهويتك والرؤية المفصلة لهذه العناصر، يمكنك الشروع في العمل على تصميم الهوية التجارية وعناصرها. التصميم هو الجزء الصامت من مشروعك أو الرسالة المرئية التي لا تحتوي على كلمات، ولكن رغم ذلك تنقل إلى الجمهور المستهدف رسالة عن مدى جودة وكفاءة واحترافية مشروعك. وهنا ما يجب عليك معرفته عن تصميم الهوية:

 

 

 

ما الذي يجب عليك تجنبه عند بناء الهوية التجارية؟

 

تساعدك الخطوات السابقة في بناء هوية تجارية متقنة ومصممة بعناية لخدمة مشروعك أو العلامة خاصتك. لكن أي تنفيذ خاطئ لهذه الخطوات قد يؤثر على مشروعك، ليس فقط من حيث بناء الهوية التجارية، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية غير محسوبة العواقب، هذا ما يجب عليك فعله لتجنب هذا السيناريو: 

 

طباعة